حكاية جامع أم درمان الكبير
أثر إسلامي طاله معول الهدم
بقلم/ د. عماد عجوة Dr-Emad Agwa
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تُعد مدينة أم درمان العاصمة التاريخية لدولة المهدية، واحدة من المدن القديمة في السودان، قامت بدور فعال في الحياة السياسية بحكم موقعها الممتاز، واتخــاذها مقـرًا للسلطة السياسية والإدارية للدولة المهدية بعد سقوط الخرطوم سنة 1885م، واستمرت مقرًا للحكم وعاصمة الدولة حتى سقوطها سنة 1898م. وحكاينا اليوم عن مسجدها الكبير .
-الموقع : الجامع تم إنشائه في قلب مدينة أم دورمان في المنطقة التي تضم السوق القديم.
تاريخ الإنشاء : تم تشييده في بدايات القرن العشرين خلال فترة الحكم الثنائي الإنجليزي المصري عام 1889م. بعد دخول كتشنر لمدينة ام درمان وسقوط دولة المهدية.
المنشئ : تخطيط المسجد مشابه تماماً لتخطيط مسجد الخرطوم الكبير (مسجد عباس حلمي الثاني ) مما يرجح ان يكون الخديوي عباس حلمي الثاني قد أمر بتشييده في نفس فترة بناء الجامع الكبير بالخرطوم ، إلا أنه لم يستكمل، حيث ظل بناءوه ناقصا لفترة طويلة، وكان يحزي في النفوس أن يظل المسجد فترة طويلة وبناءه غير مكتمل.
ويُذكر ان الإمام محمد عبده عند زيارته للسودان في 27 يناير 1905م زار المسجد ولاحظ الحالة المُزرية التي عليه، فطالب بإصلاحه وانشاء معهد ديني به على غرار الأزهر الشريف، وقد تبنى الشيخ أبو القاسم هاشم الذي تم تعيينه شيخاً لعلماء السودان فكرة استكمال بناء المسجد وكونت لجنة لذلك وجمعت التبرعات، وهناك قائمة بالمتبرعين تعود لعام 1912م تحتوي على اسماء مصرية
بدأت عملية استكمال البناء سنة 1915م لكنها كانت تتم ببطء نظرا للعائق المادي رغم تكاتف كافة أفراد المجتمع السوداني ودعمها لاستكمال بنائه والمعهد الديني.
وانتهت اعمال البناء في المسجد في 11 يناير 1925م حيث تم افتتاحه رسمياً في هذا اليوم ، واصبح بعد ذلك مقراً للمعهد العلمي حتى سنة 1965م حيث أنشئت جامعة أم درمان الإسلامية(1)
شُيد الجامع من الطوب الأجر (الأحمر) والحجر الرملي الذي تم استقطاعه من جبال المرخيات غرب أم درمان أو من جبل اولياء جنوب الخرطوم.
والجامع يمثل ذاكرة مصر المعمارية في السودان فهو يمثل طراز عمارتها المحلي الذي ساد في العصر المملوكي ويطلق عليه الطراز المملوكي المستحدث كما هو الحال في مسجد عباس او الخرطوم الكبير .
للأسف الشديد لم يشفع للجامع طرازه الفريد وقيمته الآثارية، وكونه من اهم معالم المدينة، بالرغم من كل ذلك استهدفته بعض الجهات، تعللت ببعض المشاكل الهندسية التي اعتبرتها مهددة لمبانيه فقامت بهدمه وإزالته تماماً. وبناء مسجد جديد بطراز معماري مختلف .
وللاسف لم يحظ هذا الجامع ذو الطراز المعماري الفريد بالتوثيق الأثري والمعماري او التصوير الفوتوغرافي لم يعثر له الا على صورتين لواجهاته الخارجية محفوظتين بدار الوثائق القومية السودانية ... وعمارة الجامع تحتاج الى بحث وتدقيق
كتب عنه الباحث الآثاري السوداني صلاح عمر الصادق، في كتابه الآثار الإسلامية في منطقة الخرطوم، المكتبة الوطنية، شركة مطابع السودان للعملة المحدودة، الخرطوم 2009م، ص 34 - 35.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع خالص تحياتي
د.عماد عجوة
كبير باحثين بدرجة مدير عام وزارة الاثار
No comments:
Post a Comment