Sunday, January 23, 2022

المراحيص العامة


 

تساءل المهندس حسام حمدي عن عدم استخدام المقاعد المرتفعة في مراحيض المساجد ، فأجبت:

المرحاض الشرقي هو ابتكار هندي قديم ، انتقل الى معظم بلدان أسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ، والأصل هو عدم وجود مقعد ، بل الطبيعة الخالصة بدون مساعدة ، وما قد أتي به أهل الهند كان جزء من ابتكارات متكاملة للصرف الصحي قبل نحو سبعة آلاف عام (لازالت الهند الاكثر تطورا في تكنولوجيا الصرف الصحي الرخيص) ، بينما ابتكر الرومان المقاعد الجماعية ، والتي تحولت إلى شكل المقاعد الصحية الحالية..

ولعل الفتاوي القاصرة لأئمة المساجد الصغيرة ، ذوي المحدودية في العلم والاطلاع (والتي تطورت على نحو شاذ ، لكي تكون حجج مقنعة "لكبار" المشايخ والعلماء والمعماريين !!) هي ما قد جعل غالب المسلمين يفضلون المقاعد الشرقية..

وبالتأكيد ان عدم وجود ثقافة أو "أتيكت" لقضاء الحاجة بين العوام ، قد جعل الناس تعرض عن المقاعد المرتفعة في المساجد والمراحيص العامة نتيجة التلوث وعدم صلاحية أنظمة الصرف في غالب الأحيان ، هذا بالاضافة إلى أن التطهر يشكل مسألة مركبة من الناحية العملية..

في كثير من البلدان الفقيرة والمجتمعات المحددوة الثقافة ، يركب الناس على المقاعد العالية ليمارسوا الوضعية الشرقية ، مما يتسبب في حوادث دامية ومضحكة في آن واحد ..

المسألة برمتها هي محدودية وتخلف الثقافة العامة..

جدير بالذكر أن الوضعية الشرقية تفيد التخلص من التعسر والامساك من الناحية الفسيولوجية (الالتصاق أو زاوية حادة بين الفخذ والبطن) ولكنها لا تعني عدم استخدام المقاعد المرتفعة ، حيث يمكن استخدام درجات لرفع مستوى الأقدام ..

هذا الأمر لا يختلف كثير عن التجاوزات الغير مبررة والغير عملية في عدم استخدام المباول ، ضرورة الجلوس للوضوء ، الاسراف في استخدام الماء ، وخلافه












No comments:

Post a Comment