إعراب الأرض

 

عرف العرب تخطيط المدن الحضري مذ أعربوا أوّل مدنهم وعمَروها.

فحسب ابن منظور إعراب الأرض تخطيطها وفتحها (أي تنظيمها)، وتعريب الأرض بناءها وتعميرها، والاستعراب الإقامة في المدن، والعرب المتمدّنون. وهكذا يكون العرب هم المنتظمون أو المنظّمون… ما يُتعارف عليه اليوم بصفة “المتحضّرين”.

أقدم توثيق متاح بين أيدينا للتخطيط الحضري في العالم يظهر في ملحمة گلگاميش من العراق من فترة ٢١٠٠ ق.م:

تسلّق جدار أُرُك المحصّن،

افحص الأساس وتفقّد الطوب.

أليس بناءها من الطوب المحروق؟

ألم يخطّطها الحكماء السبعة؟

ميل مربع واحد هو المدينة، ميل مربع بساتين، ميل مربع حفريّات الطين،

وكذلك الأرض المفتوحة لمعبد عشتار،

ثلاث أميال مربّعة ونصف هي مساحة أُرُك.

النص الأصلي قبل التفصيح:

شَخْلا تِيكِيمَا أَغَارُ أَنَا لِبِّ آلَمَّا

إِزَكَّرا أَنَا أُزْنِشُ شَ أَبُوبُ

أَنَا كِشَادِشُنُو إِقَّبِّ

أَصْبَاتْ مَاتِي لَا مُطَّشَمَّا

لُبَطَّرْ بُوطُ شَ شُوشِي

لَا إِتِقْ بَلْطُ مَاتِي

إِلِّيتُ إِلِّيتُ إِنَا إِيكَلِّي

شِيرُ أُوشَانِبْ أُ مِيشِ أُوشَانِبْ

أَنَا كِشَادْ إِيكَلِّمْ

إِصْصُورَاتُ إِرْتَانِبْ شَ

إِنَا آلْ شُوشِي

ومن غابر العصور وحتّى اليوم، عرف العرب أربع مدارس لتخطيط المدن الحضري، هي:

الصورة الأولى: التخطيط الحضري العضوي ما قبل الفنيقي في مدينة غدامس القديمة في ليبيا.

الصورة الثانية: التخطيط الحضري العضوي الفنيقي في مدينة جبيل / بيبلُس القديمة في لبنان.

الصورة الثالثة: التخطيط الحضري شبه المتعمّد في مدينة بابل القديمة في العراق.

الصورة الرابعة: التخطيط الحضري المتعمّد في مدينة حيط الغراب البائدة في مصر.

وهذه الأمثلة لا تعبّر عن التسلسل الزمني لتطوّر التخطيط الحضري عند العرب.

#مؤنس_بخاري #لاعربية #عربفوبيا

Monis Bukhari