Tuesday, October 21, 2025

مدة اتخاذ القرار

 

أخطر مؤشّرٍ منسيّ في المنظمات:
مدة اتخاذ القرار
كثير من الإدارات تُراقب سرعة التنفيذ
لكنها لا تُراقب مدة اتخاذ القرار نفسه.
كم يستغرق طلبٌ بسيط… كي يتحوّل من معلومة إلى قرار؟

النتيجة؟
فِرَقٌ تعمل بسرعة 120 كم/س… خلف إشارةٍ حمراء لا تتحوّل إلى خضراء.
مدة اتخاذ القرار هو الفترة بين وضوح المشكلة وصدور القرار النهائي.
وكلّما طالت هذه المدة
زاد احتراق الفرق، وتأخّر الإنجاز، وتآكلت الفرص.

علاماته:
• اجتماعات كثيرة وقرارات قليلة.
• تكرار المراسلات بدل حسم القرار.
• سؤالٌ يتكرر: “من يملك الصلاحية هنا؟”
المنظمات الرشيقة لا تتخذ قراراتٍ مؤثرة خلال أسابيع،
بل خلال أيام… وأحياناً خلال ساعات.
فالتأجيل ليس حياداً،
بل نزيفٌ غير مرئيّ في المعنويات والفرص والسيولة النقدية.
والفِرَق لا تُنهك من العمل… بل من الانتظار.

الخلاصة:
السرعة لا تُقاس بعدد الخطوات بل بسرعة القرار الذي حرّكها.
فكلّ منظمةٍ تعيش بقدر ما تُقرّر
وتموت بقدر ما تُؤجّل.




في المنظمات المتماسكة
لا يولد القرار من عجلة ،
بل من انسجام العقول.!!
فحين ..
تتجانس منظومة العمل
من وضوح الأدوار،
تدفق المعلومة،
وثقة الصلاحيات ..
يصبح القرار نتيجة طبيعية ،
للنضج المؤسسي .!!

المنظمات التي تمتلك هذه “اللياقة المؤسسية” ، تشبه القيادات التي تقرأ الموقف قبل أن تُطرح على الطاولة.

خذ "تويوتا" مثلا..
في تجربة صنع القرار.!!
غرفة واحدة ،
تجمع أصحاب القرار
والمعلومة في لحظة واحدة،
فيُختصر ما كان يستغرق أسابيع
إلى ساعات.

وإلى "فولفو" ..
التي تبنّت نفس المبدأ لتسريع قرارات الجودة والتصميم عبر التواصل المباشر بدل المراسلات المتسلسلة.

و"نايك" ..
التي حوّلت اجتماعاتها الأسبوعية إلى “مختبر قرار” تُعرض فيه البيانات بصريًا في دقائق ليُتخذ القرار فورًا.

أما "أمازون" ..
فصنّفت قراراتها إلى نوعين ..
ما يمكن التراجع عنه ،
وما لا يمكن .!!

فتحررت من شلل “انتظار الكمال”، وأصبحت تُقرّر بـ70٪ من المعلومة ،
و100٪ من المسؤولية.
القوة ليست في القرار السريع،
بل في المنظومة التي تجعل القرار الصائب ..
سريعًا بطبيعته.!!

ولهذا، تبقى المنظمة التي تُحسن إدارة زمن القرار ، أقرب للبقاء من تلك التي تظن أن بطء الحسم ..
ضَرب ُمن الحكمة.!!



No comments:

Post a Comment