لست ممن يضعون وزن وثقة كبيرة للشهادات المهنية ، لأن التجربة تفيد بأن الغالبية ممن استطاعوا الحصول عليها ، سواء بالحفظ أو الفهم ، لا يعرفون كيفية التطبيق ، وكيفية التطوير لتلك الدلائل العملية
.وعندما لا تملك تطوير تقنية ما ؛ فإننا نوصم قدراتنا العقلية واستدامة آداؤنا
وما قد زاد الأمر سوء ، أن الأوصاف الوظيفية والمسابقات التوظيفية تقدم في غالب الآحيان إطاراً غير منسجم بين الرؤية والهدف والتطبيق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
طرح سؤال في منتدانا "#إدارة_المرافق من أحد الحريصين على اكتساب العلم والمعرفة في إدارة المرافق وأسأل عنه كثيرا من أحبتي .. مفاده:
"بخصوص أفضل الشهادات المعتمدة حاليا في مجال إدارة والمرافق : هل تنصحوا بشهادة معينة يكون لها وزنها وأثرها العملي والوظيفي .. بمعنى آخر : مستاهلة الإستثمار المادي وتعطي مردود علمي؟"
فجوابي اللي دايما أردده بكل رحابة صدر:
هلا مهندس أحمد ..
هناك أعلى من العلم إلا وهي المعرفة
وهناك أعلى من المعرفة ألا وهي الفهم (أو الفقه بشكل أفصح)
وهناك أعلى من الفهم ألا وهي الحكمة
وهذا ما صنفه الخبراء في مراتب العلم :
علم فمعرفة ففقه فحكمة ..
فللنظر للمعلومة من وراء هذه الدراسة أياً كانت .. إن كانت لتعليق الشهادة والفرح بإحرازها، فهي خسارة معرفية ثابتة
أنا لا أقصد أحداً وحاشاني وحاشاكم ..
ولكن أردت بيان مدخل لجوابي الذي سأذكره بعد قليل
هل تذكرون وزن الpmp في 2010؟ ومن يشترطها ؟
ليس ذات وزن ولا ينظر لها أحد!
لما تعقدت المشاريع وزاد الشباب الذين يحتاجون جرعات إدارية متخصصة، بدأ يكون لها وزن ومعتبرة، حتى وصلنا لمرحلة في وظائف متخصصة ، أصبحت شرطا لقبول المرشح، وغالب التخصصات أصبحت مفضلة ..
هنا يتضح لماذا شهادات ال fm لازالت ليست ذات وزن ولا ينظر لها بحزم؟
لأننا لم نوصل أهمية وخطورة "إدارة" مرافقنا : بتأكيد التشغيل وراحة وسلامة وكفاءة البيئة المبنية وفائدة تكامل الإنسان بالاجراءات والمكان باستخدام التكنولوجيا .. كما وضحها وبينها المتخصصون
عندما نذكر لمن هم بالإدارة العليا عند حدوث خطر ما ..
هناك استعداد قبل الخطر ، وتنظيم عال أثنائه، وخطط رجوع للوضع الطبيعي بعده، وليس كما هو معهود بكل مكان بأن "نرتجل" ونجتهد، والحافظ الله!!
أنا أتكلم هنا عن جزئية واحدة من خمس عشر جزئية "لإدارة" المرافق نحرص عليها جدا في تطبيق هذا العلم "الإداري" المرتبط بالتخصص الفني المسمى "إدارة المرافق"، فما بالك بالأربعة عشر الباقية لتحقيق التفوق؟
نرجع .. لجواب السؤال ..
هناك منظمات محلية كثيرة على مستوى العالم ، لديها مناهجها الخاصة التي صنعتها لحاجتها تشترك بالأساسيات وتفترق قليلا بالفروع.، من أشهرها البريطانية iwfm
وهناك مقاييس دولية، يراد بها مرجعية جيدة لمجموعة أو دول مثل :
EN 15221
TC 348
ISO 14001
وهناك "رابطات" مهنية عالمية مثل افما و جلوبال اف ام
طيب أين نحن ك"تلاميذ" من كل هذا؟
أرجع لأقول هذا علم .. ويبقى عليك المعرفة والفهم
أميل كثيرا لمنهج افما كمنهج وعلم . ولكنه يصعّب الفهم، فتحتاج أن تجتهد كثيرا لانزاله بالميدان،
أحب كثيرا دليلنا الوطني لإدارة المرافق الذي أخيرا أطلق من حبسه ولكنه أطال كثيرا لدرجة أنك تمل من طوله وتتركه
ما أنصح به
هو شهادة الافما fmp لمن هم أقل من 5 سنوات خبرة ، وال cfm لمن أكثر من 5 سنوات أو بلغوا درجة مدير إدارة
ثم القراءة طويلة النفس في دليلنا فهو فيه فائدة كبيرة وكافة النماذج والإجراءات والجدول التي يحتاجها الممارس
لا تنظر لشهادة افما أنها خسارة أبدا
فسيأتي يوم يبحثوا عمن عنده هذه الشهادة وتكون شرطا ويكون مفضلا على غيره قريبا جدا
أختم هنا، بأن أنصح واشد على يدي وأيديكم جميعأ بالرجوع على تخصصاتنا الميدانية والتعمق بها واخذ دورات جيدة فيها واتقانها، فما ينفع كثيرا "العلم الإداري" إن كان مهندس الانظمة الميكانيكية لا يعرفها جيدا ، ولا مشرف الخدمات البيئية يفرق بين صحها وخطأها، والله المستعان
والحمد لله أولا وآخرا
ودمت ودمتم بود
محبكم / م. محمد القرعاوي
No comments:
Post a Comment