Ahmad WaliAhmad Wali Premium • 2ndCEO | Real Estate Consultant | Investment and Asset ManagementCEO | Real Estate Consultant | Investment and Asset Management2 hours ago • Visible to anyone on or off LinkedIn
معضلة المطور في الرياض: هل تقتل أسعار الأراضي الإبداع؟
في كل مرة أتجول في أحياء الرياض الجديدة، أرى مشهداً يتكرر: زخم من المشاريع السكنية التي تغطي المساحات البيضاء بسرعة حتى تملأ الأفق، لكنها غالباً ما تبدو كنسخ متجاورة.
يثير لدي هذا المشهد سؤالاً جوهرياً: هل أصبحت تكلفة الأرض المرتفعة هي المُخرج والمُصمم الحقيقي لمشاريعنا، مما يجبر المطور على استنساخ النماذج التي تحقق أعلى ربحية على حساب الابتكار؟
تبدو المعادلة منطقية من منظور تجاري بحت; عندما تشكل الأرض ما يصل إلى 60% أو 70% من تكلفة المشروع، يصبح كل متر مربع ثميناً. وبذلك تتجه الأولوية بشكل طبيعي نحو تعظيم مسطحات البناء وتقليص المساحات المفتوحة واللجوء إلى التصاميم المجربة التي تضمن أسرع عائد على الاستثمار.
لكن هذه "الكفاءة" المالية لها تكلفة خفية؛ وهي تكلفة الهوية.
عندما تتشابه المشاريع، تفقد الأحياء طابعها الخاص، وتتحول المنازل من مساحات للحياة إلى مجرد منتجات عقارية. ويصبح من الصعب تحقيق القيمة الحقيقية والمستدامة التي تتجاوز عدد الأمتار المربعة إلى جودة الحياة التي توفرها.
المطور الذي سينجح في المستقبل ليس من يبني أكثر، بل من يبني بذكاء. هو من يستطيع أن يوازن بين التصميم المبتكر ويحوله من هدر إلى استثمار؛ استثمار يرفع من قيمة المشروع عند البيع، وينشئ عند الناس ولاءً للعلامة التجارية، ويساهم في بناء مدينة أكثر إنسانية وجمالاً.
وأظن أن هذا التساؤل الذي أثير لدي يفتح الباب لتساؤلات عامة: كيف يمكننا كصناع قرار ومستثمرين ومستخدمين نهائيين أن ندعم هذه المعادلة التي توازن بين الربحية والإبداع؟

No comments:
Post a Comment